يشهد لبنان، من حينٍ الى آخر، ظواهر مختلفة يرتبط اللبنانيّون بها الى درجة الهوس. اخترنا في هذه السطور خمسة أمور يدمن عليها عددٌ كبير من اللبنانيّين وتشكّل هوساً لديهم، نوردها من دون ترتيب، تاركين للقرّاء أن يضيفوا إليها ما شاؤوا من أمور تشكّل هوساً بالنسبة إليهم.
النرجيلة: ممّا لا شكّ فيه أنّ لبنان يملك النسبة الأعلى في العالم من حيث عدد مدخني النرجيلة التي تلقى رواجاً كبيراً بين الجنسين، كما لدى المراهقين.
وعلى الرغم من قرار منع التدخين الذي ظلّ تنفيذه غير كامل في لبنان، عرفت المقاهي التي تقدّم النرجلية الانتشار الأكبر في السنوات الأخيرة، كما أنّ مجمّعات تجاريّة عدّة استحدثت مساحات مفتوحة للسماح بتدخين النرجيلة في المطاعم الموجودة فيها.
ولا يأبه مدخنو النرجيلة بحملات التوعية وبنتائج الدراسات التي تظهر من حينٍ الى آخر، نتيجة هوسهم الكبير بهذه الهواية التي يتفنّن البعض بممارستها... حتى في زحمة السير.
الشوبينغ: يعتبر التسوّق أو "الشوبينغ" بمثابة هوس لدى لبنانيّين كثيرين، خصوصاً من الجنس اللطيف، إذ أنّ اللبنانيّين يركزون أكثر من الكثير من الشعوب على المظهر الخارجي، وهم يواكبون، بنسبة كبيرة، آخر صيحات الموضة ويصرفون قسماً كبيراً من مدخولهم الشهري على التسوّق، سواء ما يتصل بالملابس وأكسسواراتها والأحذية والحقائب، أو لجهة مواكبة جديد الهواتف الخلويّة، إذا أنّ عدداً غير قليل من اللبنانيّين يعمد الى تغيير هاتفه الخلوي مرّة أو أكثر في السنة في إطار التسابق على تملّك أحدث طراز من الهواتف الخلويّة.
مواقع التواصل الاجتماعي: تحوّل حضور الكثير من اللبنانيّين، من أعمار مختلفة، على مواقع التواصل الاجتماعي الى هوسٍ حقيقي، خصوصاً إذا عرفنا أنّ البعض منهم يمضي أكثر من عشر ساعات يوميّاً على "فايسبوك" و"تويتر" و"انستغرام"، وهي المواقع الأكثر رواجاً في لبنان. وتتيح هذه المواقع مواكبة كثيرين في حياتهم اليوميّة وتنقلاتهم، كما تسمح حتى باكتشاف مشاعرهم.
وفي حين يتعاطى البعض مع هذه المواقع كوسيلة إعلام أو ترفيه، فإنّ كثيرين يبلغ تعاطيهم معها حدود الهوس الحقيقي.
السهر: ما من بلدٍ في العالم، بالتأكيد، يحصل فيه ذلك. إذ يمكنك أن تعثر، على بعد مئات الأمتار فقط عن موقع انفجار أو حدثٍ أمني، على ملهى ليلي أو مطعم مزدحم بالروّاد، في اليوم نفسه لوقوع هذا الحدث.
يعشق الكثير من اللبنانيّين حياة السهر، وتنتشر في الكثير من المناطق الملاهي الليلية التي باتت، في السنوات الأخيرة، تحتلّ حتى أسطح بعض الأبنية، بالإضافة الى انتشار هذه الملاهي في المناطق السكنيّة.
"الواتساب": إنّه الهوس الذي نشكو منه جميعنا ونمارسه جميعنا. في المنزل أو المطعم. في مكان العمل أو أثناء القيادة. تتسمّر أعيننا على شاشة الهاتف الصغيرة التي تشكّل نافذتنا للتواصل مع كثيرين، ولو أنّ ذلك يؤدّي الى "انفصالنا" عن محيطنا وحتى عمّن نتشارك معهم المنزل أو المكتب أو طاولة الطعام نفسها.
وعلى الرغم من الأضرار الناتجة عن استخدام "الواتساب" أثناء قيادة السيّارات، فإنّ كثيرين يلجأون إليه ولو دفعوا ثمن ذلك، في بعض الأحيان، حوادث سير خطيرة.
[MTV]